8 دروس حياتية مستوحاة من مسلسل صراع العروش
لم يمض سوى بضعة أيام على عرض الحلقة الأولى في الموسم الأخير من المسلسل الملحمي الشهير “صراع العروش” ليحصد أرقامًا خيالية من المشاهدين والمعجبين من كافة أقطار العالم. حيث أنه وعلى مدى عدّة سنوات منذ بداية عرضه، اجتذب المسلسل أعدادًا قياسية من نسب المشاهدة لدى قناة HBO التي تعرضه، وكوّن قاعدة جماهيرية واسعة ونشطة. فضلا عن ترشيحه وفوزه بالعديد من الجوائز العالمية مثل جائزة Golden Glob و جائزة Emmy، وغيرها.
في الوقت الذي يشاهد البعض هذا المسلسل بهدف التسلية وعيش التجربة الملحمية المليئة بالتشويق، نجد أنّ هذه السلسلة تقدّم أيضا للمشاهد مجموعة من الدروس والعبر التي يسعه أن يطبقها في مختلف نواحي حياته العملية والشخصية.
جمعت لكم منصّة تعلّم اليوم أهم 8 دروس مستفادة من مسلسل “صراع العروش” يمكنكم تطبيقها لتحقيق النجاح في مسيرتكم الوظيفية.
الدرس الأول: أنشئ تحالفات ذكية
في اللحظة التي تولد فيها في قارة ويستروس، فأنت معرّض للخطر! ومفتاح البقاء على قيد الحياة في هذه الحالة يتمثّل في بناء صداقات مع الأشخاص المناسبين. لأنك لن تعلم أبدًا متى ستحتاج إلى العون. سواءً اشتملت هذه المساعدة على تهريبك من البلاد، ضمّك إلى مهمّة عظيمة لإنقاذ البشرية أو إيقافك عن احتساء شراب مسموم.
وكما هو الحال في المسلسل، ينطبق الأمر ذاته على شبكة علاقاتك المهنية في الواقع أيضًا. احرص دومًا على بناء علاقة استراتيجية وذكية مع الآخرين عندما تبحث عن أشخاص على موقع LinkdIn أو حين تختار مدرّبًا شخصيًا لك، أو عند ترتيب مواعيد سريعة لاحتساء كوب من القهوة مع أحدهم. اسأل نفسك دائمًا هذين السؤالين: “كيف يمكن لها الشخص أن يسهم في تطوير سيرتي المهنية؟ وكيف يمكن لي أن أساعده في مسيرته أنا أيضًا؟” تذكّر دومًا أن التحالفات مبنية على مصالح متبادلة من كلا الطرفين.
الدرس الثاني: خلافات الأمس غير مهمّة اليوم
حتى يتمكّن Jon Snow من محاربة السائرين البيض White Walkers، اختار أن يسامح أولئك الذين خانوا عائلته في الماضي. فالخلافات السياسية في نظره تتضاءل أم الهلاك الجليدي الذي يهدّده. قد لا يعرف Jon Snow الكثير، ولكنه يعرف بما فيه الكفاية لكي لا يسمح لضغائن الماضي بأن تقف في طريقه وتسبب له الهلاك.
يعتبر هذا الأمر درسًا قيّمًا لكلّ شخص له عدّو في مكان عمله، أو زميل في العمل لا يطيق النظر في عينيه. تذكّر أنّك لن تكون صديق الجميع، ولن تحبّ الجميع في مكان عملك، لكن ضع في حسبانك أنّك ستضطر في الغالب للتعاون مع جميع الموظفين من أجل إنهاء المهام الموكلة إليك. فالأفضل إذن أن تضع مشاعرك الخاصة جانبًا وتتعامل بحيادية ومهنية مع الكلّ.
الدرس الثالث: كن مستعدًّا على الدوام
كان Tyrion Lannister على وشك أن يقتل عشرات المرّات، لكنّه تمكّن من النجاة في كلّ مرّة وإنقاذ نفسه من الموت المحتّم من خلال إقناع قاتليه أنّه يستحّق البقاء على قيد الحياة، وأنّ ذو قيمة لهم.
سواءً كنت تبحث عن فرصة عمل أو تسعى لتطوير نفسك في أيّ مجال من المجالات المهنية، تذكّر أن فرصتك قد تأتي في أيّة لحظة. والحوار الذي يغيّر حياتك قد يحدث في أي وقت دون سابق إنذار. لذا احرص على أن تكون مستعدًا على الدوام لأن تعرّف بنفسك وعملك وما يجعلك تستحقّ أن يتمّ تذكّرك، كلّ هذا في 30 ثانية فقط.
الدرس الرابع: اعرف متى يتوجّب عليك المضي قدمًا
من المحزن رؤية السير Jorah Mormont وهو يتلقى صدمات مؤلمة من المرأة التي يحبها أكثر من نفسه. على الرغم من أنّ محاولاته لإسعادها بالهدايا الثمينة التي فوق طاقته هو أمر مثير للإعجاب، لكنه لا يبدو أنه يأتي بأي نتيجة ذات قيمة. بدلاً من ذلك، كان من الأفضل له لو استغلّ طاقته هذه في إيجاد ترياق لداء الـ greyscale الذي يعاني منه!
جميعنا مررنا بمواقف مشابهة. لا شكّ أنّك وجدت نفسك في يوم من الأيام تعمل بكامل طاقتك على مشروع ما دون أن يعود بأي نتائج تذكر، قد يكون هذا الفشل ناجمًا عن قلّة التمويل الكافي أو عدم توافق البيانات التي جمعتها بالطريقة المناسبة. لكنك في كلّ الأحوال تنفق الكثير من والوقت والجهد في العمل على مشروع يظهر لك في كلّ يوم دلائل على فشله. أن تعرف الوقت المناسب للتخلي عن أمر ما والمضي قدمًا إلى الأمام قد يكون أهمّ في بعض الأحيان من بذل المزيد من الجهد في العمل على مشروع ميؤوس منه.
هذا لا يعني بالطبع أن تستسلم في كلّ مرّة تواجه فيها تحدّيًا صعبًا، لكن في حال وجدت نفسك أمام مشروه يستنفذ من وقتك وجهدك الكثير دون أيّ بوادر لنتائج إيجابية، عليك حينها أن تعيد حساباتك وتفكّر في خطّة بديلة
ا
اقرا ايضا 20 قصة قصيرة ذات دروس قيمة | قصص قصيرة مكتوبة
الدرس الخامس: حارب للحصول على ما تستحقه
لا أحد في قارة ويستروس مستعد لأن يقاتل في معركتك بدلاً منك، لأن الجميع منشغل بخوض معركته الخاصة. إن أردت الحصول على أمر ما، عليك أن تتحمّل مسؤولية الوصول إليه بمفردك. في النهاية لن يقوم الملك Joffrey بتسميم نفسه بنفسه!
كذلك الأمر فيما يتعلّق بمسيرتك المهنية وحياتك الخاصة. صحيح أنّك بحاجة لأن تحيط نفسك بأشخاص موثوقين يدعمونك عند الحاجة، لكن كن واثقًا أنه لا أحد منهم سيخوض معركتك الخاصة. لا أحد منهم سيذهب إلى مديرك ليخبره أنّك تستحق الحصول على ترقية أو علاوة أو مكتب أفضل. إن كنت تؤمن بأنك تستحق أمرًا ما، فقاتل من أجل الحصول عليه. وإن اخترت معركتك بشكل صحيح، ستجد الآخرين يلتفون من حولك ويدعمونك، لكن ليس قبل أن تخطو الخطوة الأولى بنفسك!.
الدرس السادس: اطلب العون حتى قبل أن تحتاج إليه
على الرغم من أنها ترعرت من دون أي مثل تقتدي به، إلاّ أن Daenerys Targaryen قد قامت بعمل رائع لتطوّر نفسها. لقد انتقلت من كونها يتيمة في المنفى لتصبح أمّ التنانين جاعلة من أمر أن تنتقل من كونك متدربًا بلا راتب مساعد المدير التنفيذي في شركة كبرى أمرًا تافهًا! وأظهرت بذلك مدى أهمية طلب العون قبل أن تحتاج إليه.
من الجميل أن تكون قادرًا على حلّ مشكلة ما بمفردك، لكن، هل تعلم ما هو الأجمل؟ الأجمل هو ألاّ تعطّل باقي الموظفين في العمل فقط لأن كبريائك الكبير لم يسمح لك أن تعترف بأنك لا تعرف كيف تحلّ مشكلة معيّنة. ليس عليك أن تعرف كلّ شيء، فلهذا السبب تحديدًا هناك عدّة أقسام ومدراء وموظفين في الشركة، ولهذا السبب لا تدار الشركات من قبل شخص واحد فقط.
عندما يوكل إليك مشروع ما للعمل إليه، ابدأ بإلقاء نظرة عامة عليه وتحديد ما يمكنك القيام به وحدك والجوانب التي تحتاج إلى المساعدة لإتمامها. من الأفضل دومًا أن تطلب العون في البداية قبل أن تتراكم عليك المهام وتجد نفسك متأخرًا عن موعد التسليم النهائي.
الدرس السابع: المعرفة هي القوّة
تنطبق هذه المقولة على وجه الخصوص على اللورد Varys، سيّد الهامسين الذي يستعين بما يسمّيه “عصافيره الصغيرة” لمعرفة ما يدور من حوله. وقد أدركت Cersei أهمية هذا الأمر وسرعان ما استولت على جواسيس Varys.
صحيح أن هذا اللورد كان يستخدم المعلومات التي يحصل عليها من جواسيسه لابتزاز الآخرين والضغط عليهم، لكن هذا ليس ما نسعى لأن تفعله بالمعلومات التي تحصل عليها. ما نرغب في إيصاله إليه هو ضرورة البقاء على اطّلاع بما يدور من حولك. هل تعرف آخر الأخبار الجارية في مجال عملك؟ هل اطّلعت على أحدث التقنيات والبرامج المستخدمة في مجالك؟ كلّما اكتسبت معرفة أكبر، كان ذلك لصالح تطوير عملك بشكل أفضل. إن أحسنت استخدام هذه المعلومات بالطبع.
الدرس الثامن: استغل الفرص جيدًا
لا يمكن لأحد من متابعي مسلسل صراع العروش أن ينسى العبارة الشهيرة على لسان اللورد Petyr Baelish التي تقول: “الفوضى ليست حفرة وإنما سلّمًا للصعود”، “Chaos isn’t a pit, chaos is a ladder”.نعم في مجتمع إقطاعي مثل ويستروس، نجد أن البنية الاجتماعية والتسلسل الهرمي للسلطة جامد من الصعب تغييره. لكن وبمجرّد أن تدخل الفوضى في هيئة حرب أهلية عظمى، حتى يصبح النظام أكثر مرونة. يموت أشخاص مهمّون تاركين مناصبهم شاغرة، ليتمكن شخص ذكي حذق من اغتنام الفرصة والوصول إلى السلطة.
وكذلك الحال على أرض الواقع، لا تنظر إلى الأوقات الصعبة من حولك على أنها فوضى عارمة ستسحبك إلى الأسفل، بل ابحث عمّا يمكنك فعله لقلب الموازين إلى صالحك. اعتبر كلّ موقف يواجهك في حياتك على أنّه فرصة يمكنك استغلالها للوصول إلى هدفك. ولاحظ أثر هذا الأمر على نجاحك وتطوّرك.
ما هي الدروس والعبر الأخرى التي اكتسبتها من هذا المسلسل الملحمي؟ شاركونا آرائكم من خلال صندوق التعليقات في الأسفل.