قصة عدالة القدر: القرد الأبيض والملاك الأسود”

عدالة القدر: قصة العدل الإلهي

في إحدى الليالي المميزة، تزوج شقيقان في ليلة واحدة. كان لكل منهما زوجة جديدة، ولكن الفوارق بينهما كانت واضحة. إذ كانت زوجة الأخ الأكبر سمراء البشرة، لا تملك الجمال التقليدي الذي يفتتن به الناس، بينما كانت زوجة الأخ الأصغر فائقة الجمال، بشرتها بيضاء كالحليب، مما جعلها محط إعجاب الجميع.

التفرقة في المعاملة

مع مرور الوقت، بدأت العائلة تُظهر تفضيلها الواضح للزوجة الجميلة، بينما أصبحت الزوجة السمراء تُعامل كخادمة لا قيمة لها، فقط لأن مظهرها لم يكن مثاليًا في نظرهم. ورغم قسوة المعاملة، كانت الزوجة السمراء تصبر وتتعامل مع الجميع بالاحترام والمودة. غير أن لقب “ابنة العبد”، الذي اخترعته زوجة الأخ الأصغر لها، كان يحزنها كثيرًا، لكنها كتمت حزنها ولم تبوح به لأحد.

التمييز والاحتقار

مع الأيام، حملت الزوجتان في نفس الوقت، ورغم سخريتهم المستمرة، ظلت الزوجة السمراء محتسبة وتصبر على قسوة الأيام. وفي أحد الأيام، قررت العائلة الذهاب إلى السوق لشراء ملابس للمولود المنتظر. عندما طلبت الزوجة السمراء مرافقتهم، جاء الرد صادمًا: “لا نريدك معنا، نخجل من الخروج معك!” بالتالي، عادت إلى غرفتها، وانهارت بالبكاء، ومع ذلك، لم تشتكِ لزوجها حفاظًا على السلام العائلي.

الغرور والتهكم

وفي تلك اللحظات، كانت الزوجة الجميلة تزداد غرورًا، وسخرت من زوجة الأخ الأكبر قائلة: “سأنجب ولدًا أبيض كالثلج، مثل أمه، أما أنتِ فستنجبين قردًا أسودًا مثل أمه!” ضحك الجميع بسخرية، ولكن الزوجة السمراء لم ترد، بل حبست دموعها وعادت إلى غرفة نومها، لتحمل ألمها بصمت.

المفاجأة الإلهية

وأخيرًا، عندما اقترب موعد الولادة، كانت العائلة في حالة ترقب شديد. وفي يوم الولادة، حدث ما لم يكن في الحسبان. أنجبت الزوجة السمراء توأمًا، صبي وفتاة، بيضاوين كالحليب وجميلين كملائكة. وفي المقابل، أنجبت الزوجة البيضاء طفلاً شديد السواد.

تفاجأ الجميع بهذا الحدث الصادم، وشعروا بالدهشة والصدمة. في هذه الأثناء، غضب الزوج الأصغر وبدأ يطالب بتفسير. بعد ضغط شديد، اعترفت العائلة بما قالته زوجته قبل الولادة. عندها، أدرك الزوج أن الله قد أنصف زوجة أخيه السمراء وردّ لها كرامتها بطريقة عادلة.

الخاتمة والعبرة

بدون تردد، قام الزوج الأصغر بتطليق زوجته المتعجرفة، بينما قرر الأخ الأكبر الانتقال بعيدًا عن العائلة ليعيش بسلام مع زوجته وأطفاله. هكذا انتهت القصة، لكن الدروس المستفادة منها ستبقى في القلوب. فالقدر لا ينسى، والعدل الإلهي دائمًا في انتظار الوقت المناسب ليقول كلمته.

العبرة المستفادة: لا ينبغي الحكم على الناس بناءً على مظهرهم، فالله هو العدل الأسمى، وقد يُظهر حقائق خفية بطرق لا يتوقعها أحد. اقراء ايضا قصة ثمن البخل

Shares:
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *