القصة: “ثمن البخل: دروس في القيمة الحقيقية”
الورث الحقيقي هو القيم والتعليم، وليس المال: استثمار في الإنسانية
في زمن بعيد، عاش تاجر بخيل لا يملك في هذه الحياة سوى ابنته الشابة ذات الجمال الأخاذ. وكان الشباب يتسابقون لخطبتها، لكن التاجر كان يطالب بمهر باهظ جدًا. المهر المرتفع أصبح حديث الجميع في المدينة. وكلما جاء خاطب جديد، كان المهر يرتفع بمقدار دنانير قليلة. عندما سُئل عن سبب هذا الارتفاع المستمر، أخرج التاجر دفترًا ضخمًا، وأوضح أنه دون فيه كل مصاريف ابنته منذ ولادتها وحتى تلك اللحظة: الطعام، الشراب، الملابس، الدواء، وكل ما تحتاجه.”
“في سبيل الحقيقة: رحلة البحث والاكتشاف”
قال التاجر: “أنا أشقى وأربي ثم يأتي سعيد الحظ ليأخذها بين ذراعيه مقابل مهر تافه! كلا، يجب أن يغطي المهر كل درهم صرفته عليها طوال تلك السنين.” ورغم احتجاجات الخاطبين وانسحابهم جميعًا، أصر الأب على موقفه. جاءت ابنته إليه وقالت: “أنت بذلك تجعلني كسلعة من سلعك تُباع وقتما تشاء، طالما تقبض الثمن
مواجهة الحقيقة
رد الأب: “هذا غير صحيح. في تجارتي، عندما أبيع سلعة ما، أحقق ربحًا. أما في حالتك، فكل ما أريده هو تعويض عن التكاليف فقط.” هزت الفتاة رأسها باستياء، وقالت: “لا فائدة”، ثم أسرعت باكية إلى غرفتها.
فرصة جديدة
بعد فترة من انقطاع الخطبة، جاء شاب وسيم لخطبة الفتاة، فقال له الأب: “هل تعرف مقدار مهرها؟” أجاب الشاب: “نعم، أصبح حديث البلد.” ثم أضاف: “لقد أجريت حساباتي، وسأدفع المهر بالتقسيط. سأعطيك نصف مرتبي والنصف الآخر سأعيش به مع ابنتك، وسأتمكن من سداد المهر بعد ثمان سنوات.”
الابتزاز والرفض
فكر التاجر البخيل، وقرر رفع السعر النهائي، قائلاً: “إذا كان الدفع بالتقسيط، فيجب أن تدفع لي نصف مرتبيك لعشر سنوات وليس ثمان فقط.” وافق الشاب على شروط التاجر، وتوقيع العقد تم بحضور الشهود.
حياة الزوجية
تم الزواج بين الشاب الوسيم والحسناء، وبدأت الفتاة بزيارة والدها بانتظام، وتقديم كل ما تحتاجه من رعاية واهتمام. استمرت في زياراتها طوال عشر سنوات، دون انقطاع.
الندم والخسارة
عندما انقضت فترة الأجل، فوجئ التاجر بانقطاع زيارات ابنته. شعر بالحزن والأسى، وأخذ يندم بشدة على تصرفاته السابقة. بدأ يبحث عنها كالمجنون حتى وجد منزل زوجها.
المواجهة المؤلمة
طرق الأب الباب، وفتح له زوج ابنته قائلاً: “ماذا تريد؟” رد التاجر: “أريد أن أرى ابنتي ولو للحظة.” لكن الزوج رفض بشدة، قائلاً: “أنت بعت ابنتك لي بموجب العقد، ولا حق لك في مطالبتها أو رؤيتها.”
الطمع والبخل: كيف يدمران العلاقات العائلية؟
في هذا العالم الذي يعج بالمصالح والطمع، نجد أشخاصًا يضعون النقود والثروة فوق كل شيء، حتى فوق العلاقات العائلية. تلك القصة التي تحكي عن الأب البخيل الذي فقد ابنته بسبب الطمع والبخل تعكس واقعًا مريرًا يعيشه البعض في مجتمعاتنا.
كان الأب يعيش في بلدة صغيرة، يعمل كتاجر ويمتلك ثروة كبيرة. كانت ابنته الوحيدة أغلى ما يملك، لكنها كانت مريضة منذ صغرها، وكان ينفق مبالغ طائلة على علاجها. ومع ذلك، لم يكن الأب سخيًا، بل كان بخيلًا جدًا ويتردد في إنفاق المال على أي شيء.
تأثير الطمع على الروابط الأسرية: كيف يمكن للرغبة في المزيد أن تهدم العلاقات العائلية
في يوم من الأيام، تقدم شاب إلى الأب وعرض عليه فرصة لاستعادة ابنته مقابل ضعف المبلغ الذي دفعه. تردد الأب في البداية، لكن بعد تفكير طويل، وافق على الصفقة ووقع العقد الجديد. وبهذا، عادت الابنة إلى منزله لزيارته بعد غياب طويل.
“دروس الندم وقوة التسامح في حياتنا”
عندما رأى الأب ابنته بعد طول غياب، شعر بالندم والأسف على ما فعله. قابل ابنته بحنان واعتذر لها بصدق عن كل ما حدث. وبدورها، قبلت الفتاة اعتذار والدها وأظهرت تسامحًا كبيرًا.
في تلك اللحظة، دخل الزوج الحكيم إلى المنزل وتحدث إلى التاجر بكلمات مؤثرة، أوضح له أن البنات ليست سلعًا تباع وتشترى، بل هن نعمة من الله تعالى وودائع يجب على الآباء رعايتهن والمحافظة عليهن. وبهذا، تعلم التاجر درسًا قيمًا عن قيمة العائلة والمحبة والتسامح.
العبرة من القصة
تعتبر هذه القصة عبرة للجميع بأهمية التسامح والمحبة والرعاية في العلاقات العائلية. فالنقود والثروة لا يمكن أبدًا أن تحل محل الحب والتقدير والاهتمام بأفراد العائلة. إنها الروح التي تبقى وتدوم، بينما المال والثروة قد تذهب في لمح البصر
“اقرا ايضا روايات ست البنات